نكران الجميل
عابد زواوي
_____________________
حينَ نُعطي قيمة للأَشخاص من حَولنا من أول يوم
انطلاقاً من كرَمنا وطَبعنا الحَسَن
مثلما - قد نُخطئ - نتعلّق بهم
قد نهتمّ بتفاصيلهم ... تفاصيلهم الدقيقة التي لا يلاحظها أحد غيرنا
رغمَ أننّا تعرفنا عليهم منذ فترة وجيزة
هذا لا يعني أنهم يستحقون تلكَ القيمة وقد يستحقونَ قيمة اكبر
هذا لا يرفعهم لدرجة الملائكة إن أخطأ أحدهم معنا نصنّفه شيطاناً
القُبح فينا
أن نرى منهم خطأ بسيط ... خطأ واحدا فقط .. فـــننقلب عليهم... نهجرهم !
ونبتَعد ...وقد نخاصمهم ...معَ أنه يمكن إصلاح الخطأ .
وليس كلّ الزلاّت لا تُغتفر ..
فكرتنا الأولى عنهم كانت غيرَ التي رأيناها بعدَ فترة ...في موقف معيّن .
انطباعنا الأول.... وبمرور الأيام
توّهمنا انه " غَلَط " وقد يكون غلط فعلاً .
سَواء لأنّ الطُهرَ والنقاءَ الذي نحسَبه في داخلنا قالَ ذلك ..
وكلّنا نقول عن ذوتنا انها طاهرة ونقيّة ..غالباً .
أو لأنهم تصرّفوا معنا
بأدبٍ ... بلطف .. بعَطف لم نشهده ...... من قبل .
فاندفعنا نحوهم دون سؤال , لم نخططّ
ثم تجاوزنا الحدود معهم ... بل و قررّنا أن نكونَ نحن من يسددهم ..
نحن الذين يسيّرونهم ونوّجههم ونعطيهم أوامراً ... لكن " من نحن لنعطي الأوامر ؟
"
هل تساءلنا ؟
هنا ... وفي لحظة ضعف ... نكون قد وقعنا في الفخّ.... و توّهمنا أنهم دخلوا حيّز
المِلكية .
معَ أنّ البشر يختلفون ...
لكنّ ذواتنا لا تريد أن يكونوا إلا كما نريد ...
هل هذا من العدل ...
هل من حقنا ؟ في حقّهم ...
ثم تنقلبُ الآيات الأولى ونرتّد عن انطباعنا الأول
و نفوسنا الشريرة تفوز بالصراع
تركب الموجة وتثور فتتجسّد في قراراتنا ...
فنتراجع عن الحُكم الأول
نتخلى عن الانطباع الأول
نقتل الشعور الأول ... ونمحو النظرة الاولى والصورة الأولى
تسعى جاهد تلك النفس الشريرة التي تسكن في داخلنا إلى سرقة كل الذي رسَمناه عن
فلان .
فقط لأنه لم يكن لنا .... أو لم يكن كما نريد ولا حيثُ نريد .
ذواتنا التي نقدّسها ...
لن تقدّس فلان بل ستسعى إلى طمسِه ...
وتريد بكل الطرق جعله نكرة ...
هذا يسمى " نكرانُ الجميل "
خاصة إذا لم يكن السبب منطقياً ... إذا لم يكن حقيقيا .. وكانَ مجرد عاطفة
تحركّها الأهواء .
اقرأ أكثر للكاتب
اقرأ أكثر للكاتب
فضلاً .. اترك تعليقاً أو ملاحظة أسفل 👇


0 التعليقات