google-site-verification: googlefbc8d650f61e5569.html
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته....مرحبا بكم في منصة شَذرات

المحاولة

حَاولت القيَام بشيء مُميّز في تلك التجربة قدر الإمكان بكلّ القوة التي مَلكتُهَا,

الجمعَ بين الشغف والحبّ للوصول بأمان إلى الضفّة, لقد وودت كثيرا أن تكون تجربتي الوحيدَة بهذا الحجم من الإيمَان والاقتراب دون خوف أو تفكير للحظة واحدة أن العقد الذي جمعته على مهل قد ينفرط,

كنتُ أحاول في تلكَ المرّة أن أعيشَ في الدرب الضيق معَ شخص واحد فقط, أن أعيشَ داخله ومعه وبه ربّما... لمرّة واحدة على الأقلّ في حياة بشري بائس كان يعتريه الفزع لمدّة طويلة وتخلّى من أجل ذلك الشخص عن كلّ شيء وإلى الأبَد.

لكن لم يحدث شيء, لم يحدث شيء سوى أن الأسوَد الحالكَ المظلمَ المخيف والمفزع يعيش في حياة الأبيض الطاهر كأنه قرينه, إنه يلازمني وكتجربتي الجاثمة في أعماقي كأنّ الغيومَ على روحي لا تحبّ الصفاءَ, تحنّ في أيّ لحظة إلى الرعود فتستدعي سُحباً يصاحبها برق وصخب كبير وصداع أكبر ثمّ تنقشع لفترة وجيزة, وجيزة جدا كي تعود مجددا بعد برهة دون أن تمطر كالعادة, منذ متى أمطرت السحب ؟

كانت بعد كلّ ذلكَ ما أحمله معي حيث مضيتُ وأينما حلَلت, في المحطّة والناس ترمقني أو في الشارع نائما في الليالي الطوال وحيدا, ضائعا في الداخل أحاول أنسلخ منّي وأتخلى عن كل ما يربطني بها: جوانجي وأطرافي وكل حواسي, ومشاعري .. مشاعري الصادقة والعميقة, وصولا إلى لفافة السيجارة... 

لفافة السيجارة العتيقة التي أمسكها مرتعشا, رعشة خوف وقلق وضعف كبير يتجلى في كل شبر منّي, إنني مليء الآن بكل شيء, إلا الراحة والطمأنينة... مليء بالفراغ.

إنني مليء بالخوف والفزع والخشية, أخاف أن تبلعني الأرض فجأة أو تضمني السماء بقوة وعنف, فزعا من المارين أن يصدمني أحدهم ظلما ومقتا دون رحمة بكتفه على جسدي النحيل أو كُرها ينزاح عليّ بسيارته فأموتَ وحيدا أحمل معي شرف التجربة... مليء بالخوف من الموت وحيدا أعانق التجربة الوحيدة , التجربة الأخيرة !

مشاركة فضلاً .. اترك تعليقاً أو ملاحظة أسفل 👇

عن فريق شذَرات

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق